السبب الثاني: ما حصل في هذا العصر من الوسائل الكثيرة المؤثرة للسباق إلى العقول، ومن اهتمام أهل الباطل باختراع كثير منها واستغلالها في سبقهم بباطلهم إلى عقول الناس، وتفريغ تلك العقول من الحق الذي وصل إليها وحمايتها من أن يصل إليها الحق، وتفريط أهل الحق وتقصيرهم الشديدين في استغلال تلك الوسائل للسبق بحقهم إلى تلك العقول، وتفريغها من الباطل الذي وصل إليها وحمايتها مما لم يصل إليها منه.
السبب الثالث: خطاب وجهه إلي عميد شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، طلب مني فيه إلقاء محاضرة في قاعة المحاضرات الكبرى في الموسم الثقافي المعتاد كل عام، وطلب ذكر عنوان المحاضرة، فلبيت الطلب، وذكرت له هذا العنوان:(السباق إلى العقول - الغايات - الوسائل والنتائج) . [وقد بعث إلي بخطاب الموافقة على العنوان المذكور برقم:(١٠ / ٤١٣ / ١٩) وتاريخ: (٢٣ / ٤ / ١٤١٣هـ-) . وألقيت المحاضرة بتاريخ: ١٠ / ٥ / ١٤١٣هـ بعد صلاة المغرب حضرها كثير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة. وكانت المحاضرة لا تزيد عن أربعين صفحة بخط اليد. وها هي اليوم كتاب بين يدي القارئ يزيد عن أربعمائة صفحة، وذلك من فضل الله وعونه] .