وقد يكون كثير ممن يسمون بالأدباء والكتاب والشعراء لا يستحقون تلك التسمية، لهبوط مستواهم في كل تلك المجالات وضعفهم فيها، ولكن قادة الباطل يرفعون شأنهم ويبرزونهم ويطلقون عليهم من الألقاب والصفات ما لا يستحقونه، فيسمون بالرواد والكتاب وقادة الأدب والفكر وغير ذلك، حتى يخدعوا عامة الناس بهم ليقبلوا إلى ما يكتبون وما ينشرون من شعر ونثر ومحاضرات وغيرها، لما فيها من تزيين الباطل وتزويقه، وذم الحق وتقبيحه.
وإن الذي يتتبع وسائل الإعلام في الشعوب الإسلامية، وما يبثه فيها أمثال هؤلاء من تأييد الباطل ومحاربة الحق، وما ينشر لهم من الكتب والبحوث والمقالات، وما يحدثونه من آثار سيئة في عقول الناشئة وعامة الناس، ليصاب باليأس وخيبة الأمل في إصلاح الأمة التي أريد لها أن تنقاد إلى الباطل وتنأى عن الحق، لولا الأمل الكبير في لطف الله بهذه الأمة ووجود بقية من دعاة الحق صامدة صابرة، تتخذ ما تستطيعه من وسائل السباق الشرعية إلى عقول الناس، والله تعالى يبارك في جهودها فتؤتي ثمارا أعظم مما تؤتيه وسائل أعداء الحق وأنصار الباطل إذا قورن بين هذه وتلك.