والوسيلة الدائمة المستمرة، يدوم تأثيرها ويستمر ويُثَبِّت الفكرةَ التي يراد لها السبق إلى عقول الناس، ومعلوم دوام واستمرار وسيلة التعليم ومراحلها التي يمر بها الدارس، فقد تصل - في زماننا هذا - إلى ثلاثين عاما أو أكثر من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة العليا: الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى ما يتعلمه الطفل في محيطه الأسري والشعبي.
السبب الثاني: أن التعليم توضع له مناهج معينة مدروسة، يراد بها تحقيق أهداف محددة في كل المراحل التعليمية، فإذا كانت الأهداف والمقاصد التي وضعت المناهج التعليمية لتحقيقها، هي تثبيت الباطل ونصره ونشره، ومحاربة الحق وخذلانه ومحاصرته، فإن الأجيال المتلاحقة من أبناء المسلمين تنشأ بعقول استولى عليها الباطل وحجب عنها الحق، ولذلك يحاربون الحق وأهله وغالبهم يجهله، ويؤيدون الباطل وأهله وهم يجهلون أنه باطل، وذلك مبتغى طغاة الحكم الذين لا بقاء لهم إلا ببقاء الباطل وتَوَارِي الحق، فإنهم يُسخِّرون كل إمكاناتهم لحرب الحق.