والصديق المؤمن - في نظرها - المنصف ذو السياسة الحسنة والتصرف الحميد الذي ظلت تلك الوسائل تثني عليه وتمدحه وتبالغ في الثناء عليه ومدحه، يصبح بين عشية وضحاها عدوا لدودا، وهو لا يزال على إيمانه وإنصافه وسياسته الحسنة وجميل تصرفه، والعداء للأول ينقلب ولاء، والولاء للثاني ينقلب عداء، جريا وراء إرضاء أهواء أعداء الحق المتقلبة - حسب المصالح التي يظنون أنهم يحققونها من تلك التقلبات التي قد تكون في حقيقة الأمر إرضاء لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى في الدول الغربية.
وهذه التصرفات الإعلامية المتقلبة تؤثر على عقول عامة الناس، بل إنها تبلبل عقول بعض من يظنون أنفسهم مثقفين، وتجعلها تضطرب وتوالي من والته أجهزة الإعلام، وتعادي من عادته بشعور وبغير شعور، والذي يتابع الأحداث في تلك الوسائل لا يخفى عليه هذا الأمر.