هذا المعنى المولود في الغرب أطلقه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى على كل من تمسك بالإسلام تمسكا صحيحا ودعا إليه، وهو - بهذا المعنى - إطلاق ظالم جائر، لا أصل له في القاموس الإسلامي، بل إن كلمة (أصول) في الشريعة الإسلامية تطلق على علم يروض العقل على البحث والاستنباط، انطلاقا من قواعد يندر وجود مثلها في أي دين أو أي علم عند غير المسلمين، إنه علم أصول الفقه الذي هو ميزان دقيق يضبط منهج الفقيه في استنباط الأحكام، ويعصمه من الزلل في اجتهاده، يعلم ذلك كله من له إلمام بهذا العلم العظيم من المسلمين وغيرهم، ولذلك تطلق كلمة:"أصولي" على المتخصص في هذا العلم، وجمعه:"أصوليون" والذي يتقن هذا العلم يصول ويجول في ميدان الفقه المستنبط من القرآن والسنة وهو متحرر العقل من التقليد الأعمى، عارف أين يضع قدمه آمن من المزالق التي يقع فيها من يجهل هذا العلم، مقدر للمصالح الراجحة والمفاسد حق قدرها، ويكفي من أراد الوقوف على حقيقة ذلك قراءة جزء من المقاصد من كتاب "الموافقات" للإمام الشاطبي رحمه الله، هذا هو الأصولي عند المسلمين.