والذي يتتبع بعض الآيات القرآنية يتبين له أن كثيرا من المنتسبين إلى الإسلام الذين لا يصرحون بأنهم من عبدة الشيطان، بل قد يستعيذون منه ويلعنونه، هم أشد عبادة للشيطان ممن يصرحون بأنهم يعبدونه، وبخاصة أولئك الطغاة الذين حرموا الشعوب الإسلامية من التمتع بحكم الله الذي أنزله في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأحلوا محله الحكم بالطاغوت، بل إن هؤلاء هم السبب الرئيس لظهور من يصرحون بعبادة الشيطان، لأنهم لو حكموا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في حياة الناس لأوجدوا المناخ الإسلامي الذي يقي المسلمين - وغيرهم - من اتباع خطوات الشيطان، وقضوا بذلك على الوسائل الداعية إلى عبادة الشيطان ... ولكنهم - مع تمجيد وسائل الإعلام لهم - لم يدَعوا خطوة من خطوات الشيطان إلا خطوها، ولا سبيلا من سبله إلا سلكوها.
والله تعالى يقول:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}(١)