للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجيد من أولئك الخطباء من يحاول تنزيه لسانه عن غمط الحق والتحريش على أهله، ويخفف من الثناء على الباطل وأهله، ولكنه قد يبتعد عن الحديث عن مشكلات الأمة النازلة بها، التي هم في أمس الحاجة إلى بيانها توجيههم لحلها والخروج من مضايقها.

فإذا نزلت بالناس مجاعة وفقر - فعم الضرر شعوبهم ما عدا قلة قليلة من ذوي اليسار والغنى، وبخاصة ذوي النفوذ والمناصب الذين استولوا على مرافق الأمة وخيراتها ونهبوها بوسائل وحيل شتى في أوقات سابقة، فأصبحوا يتنعمون بها والناس يموتون جوعا - سمعتَ خطب أولئك الأئمة تثني على الفقر والصبر عليه، ولا تتعرض لترف المترفين وبذخ الظالمين وتحثهم على البذل والعطاء والتعاون والإيثار.

وإذا هجم العدو على بلاد المسلمين فاحتلها وعاث في الأرض فسادا، سمعت أولئك الخطباء وهم يشنون الغارة في خطبهم على غير الحدث الماثل خطره، فيسهبون في ذم بعض التصرفات السيئة التي يمكن تأجيلها - وإن كانت مهمة (١) - وتقديم ما هو أهم منها وأخطر.


(١) كالتدخين مثلا

<<  <  ج: ص:  >  >>