للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كانت هذه هي إجابة الله للمسلمين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلك كانت حالهم، فكيف بنا اليوم وهذه هي حالنا؟!

إن سبب هذا الغبش هو عدم وضوح حقائق الأمور وسوء تصورها؛ لأن أهل الحق قصَّروا في السباق بها إلى العقول، وجد أهل الباطل فسبقوا إلى تلك العقول بباطلهم، فالتبس الحق بالباطل.

وقل مثل ما عرفت عن معنى الإيمان في المعاني الأخرى كالشهادة (١) التي يوصف بها الشيوعي الملحد والعلماني المحارب لشريعة الله. والرشد الذي يوصف به السفيه. والصلاح الذي يوصف به الفاسد، وهكذا ...

ويتحمل وزر ذلك كل قادر على بيان الحق والباطل للناس والسبق بذلك إلى عقول الناس فلم يفعل، ومن باب أولى من كان كذلك فلبس الحق بالباطل مشتريا بآيات الله ثمنا قليلا، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (٢) .


(١) أي إطلاق لفظ الشهيد على من قتل في معركةٍ مّا.
(٢) آل عمران: ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>