للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانت النتيجة جعل ما هو صلاح وبر وإحسان جريمة، وجعل من هو صالح وبار ومحسن مجرما، وجعل ما هو جريمة حقيقة خيرا وبرا وإحسانا، وجعل من هو مجرم فعلا، صالحا وبارا ومحسنا. فَحَرَّموا كثيرا من الواجبات والمندوبات والمباحات، وأحلوا كثيرا من المحرمات والمكروهات ...

الأمثلة على المفهوم الأول تجسدها أبواب الشريعة الإسلامية التي تضمنها القرآن والسنة، وعلامتها تطبيقها، فما طبقت الشريعة في زمان أو مكان إلا تمتع جيلهما بالأمن ... وفي تاريخ الإسلام في عصوره المفضلة خير شاهد.

وإننا نرى في زمننا هذا فرقا شاسعا بين الأمن في دولة تطبق كثيرا من شرع الله، وأخرى تحارب تلك الشريعة!. (١)

والأمثلة على المفهوم الثاني لا تخفى على من يتتبع تاريخ المسلمين الطويل، فما ابتعد المسلمون عن الإسلام، إلا نزل بهم من الخوف وارتفع عنهم من الأمن ما يناسب ابتعادهم، والذي يعيش في عصرنا هذا يرى ذلك عيانا.


(١) راجع التشريع الجنائي الإسلامي (٢ / ٧٠٨ - ٧١٦) لعبد القادر عودة رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>