وليس المراد من هذه النتيجة أن يستعمل أهل الحق القوة لإكراه الناس على قبول الحق الذي عندهم واعتقاده بدون اختيار منهم، وإنما المراد اتخاذ قادة الحق وأتباعهم هذه القوة لإزالة السدود التي تعترض وصول الحق إلى عقول الناس، فإذا وصل الحق بحججه وبراهينه إلى تلك العقول، فأهلها بالخيار بين أن يستجيبوا لذلك الحق فيقبلوه، أو يرفضوه ويتحملوا نتائج رفضهم التي منها عذاب الله الأليم لهم، لرفضهم الحق بعد أن قامت عليهم الحجة به.
وكذلك يتخذ أهل الحق القوة لوقاية عقول الناس من إكراه أهل الباطل لأهلها، بقبول باطلهم بدون اقتناع منهم بذلك (١) .
(١) يراجع في هذه النتيجة كتاب: (الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته) .