للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثلاثًا؛ لاسْتِحالةِ الصِّفَةِ؛ لأنَّه لا مذهبَ لهم، ولقَصْدِه التَّأْكِيدَ. انتهى. قلتُ: ويقْرُبُ مِن ذلك قوْلُه: أنتِ طالِقٌ ثلاثًا (١) على سائرِ المذاهب. لاسْتِحالةِ الصِّفَةِ. والظَّاهِرُ أنَّه أرادَ التَّأْكِيدَ، بل هذه أوْلَى مِنَ التي قبلَها، ولم أَرَها للأصحابِ. وقال أبو نَصْرِ بنُ الصَّبَّاغِ (٢)، والدَّامَغَانِيُّ (٣) مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: تَطْلُقُ في الحالِ. قال أبو مَنْصُورِ بنُ الصَّبَّاغِ (٤): وسمِعْتُ مِن رَجُل فقِيهٍ كان يحْضُرُ عندَ أبي الطَّيِّبِ، أنَّ القاضيَ قال: لا يقعُ، لأنَّه لا يكون قد أوْقَع ذلك على المذاهبِ كلِّها. قال أبو مَنْصُورٍ: ولا بَأْسَ بهذا القوْلِ.


(١) سقط من: الأصل.
(٢) هو عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد، ابن الصباغ البغدادي، أبو نصر شيخ الشافعية، وكان ثَبْتا حجة دينًا خيرًا، درّس بالنظامية، وكف بصره في آخر عمره، توفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة. سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٦٤.
(٣) هو عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني الدامغاني، أبو القاسم، الشافعي، كان عالما فاضلا، فقيها، حسن السيرة، تفقه بأبي المعالي الجويني. توفي سنة خمس وأربعين وخمسمائة. التحبير في المعجم الكبير، للسمعاني ١/ ٤٨٠، ٤٨١.
(٤) هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد، ابن الصباغ البغدادي، أبو منصور إمام عالم جليل القدر تفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، وروى الحديث عن كثير من العلماء وروى عنه الكثير. وكان ينوب عن القاضي أبي محمد بن الدامغاني في القضاء، وولي الحسبة بالجانب الغربي ببغداد، وله مصنفات ومجموعات حسنة، توفي سنة أربع وتسعين وأربعمائة. طبقات الشافعية ٤/ ٨٥، ٨٦.