للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الجَوْزِىِّ فى «كَشْفِ المُشْكِلِ»: دلَّ حدِيثُ حاطِبٍ (١) رَضىَ اللَّهُ عنه، على أنَّ الجاسُوسَ المُسْلِمَ لا يُقْتَلُ. ورَدَّه فى «الفُروعِ»، وهو كما قال. وعندَ القاضى: يُعَنَّفُ ذُو الهَيْئَةِ، وغيرُه يُعَزَّرُ. وقال الأصحابُ: ولا يجوزُ قَطعُ شئٍ منه، ولا جَرْحُه، ولا أخْذُ شئٍ مِن مالِه. قال فى «الفُروعِ»: فيتَوجَّهُ أن إتْلافَه أوْلَى، مع أنَّ ظاهِرَ كلامِهم، لا يجوزُ. وجوَّزَ الشَّيْخُ تَقِىُّ الدِّينِ، رَحِمَه اللَّهُ، التَّعْزيرَ بقَطْعِ الخُبْزِ، والعَزْلِ عنِ الوِلَاياتِ. ونقَل ابنُ مَنْصُورٍ، لا نَفْىَ إلَّا للزَّانِى والمُخَنَّثِ. وقال القاضى: نَفْيُه دُونَ سنَةٍ. واحْتَجَّ به الشَّيْخُ تَقِىُّ الدِّينِ، رَحِمَه اللَّهُ، وبنَفْىِ عمرَ، رَضىَ اللَّهُ عنه، نَصْرَ بنَ حَجَّاجٍ (٢). وقال فى «الفُنونِ»: للسُّلْطانِ سُلوكُ السِّياسَةِ، وهو الحَزْمُ عندَنا، ولا تَقِفُ السِّياسَةُ على ما نطَق به الشَّرْعُ. وقال الشَّيْخُ تَقِىُّ الدِّينِ، رحمهُ اللَّهُ: وقولُه: اللَّهُ أكبرُ علَيْك. كالدُّعاءِ عليه وشَتْمِه


(١) أخرجه البخارى، فى: باب الجاسوس وقول اللَّه تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر فى شعور أهل الذمة إذا عصين اللَّه وتجريدهن، من كتاب الجهاد والسير، وباب فضل من شهد بدرًا، وباب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة. . .، من كتاب المغازى، وباب {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}، من كتاب التفسير، و: باب من نظر فى كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره، من كتاب الاستئذان، وباب ما جاء فى المتأولين، من كتاب استتابة المرتدين. صحيح البخارى ٤/ ٧٢، ٧٣، ٩٢، ٩٣، ٥/ ٩٩، ١٨٤، ١٨٥، ٦/ ١٨٥، ١٨٦، ٨/ ٧١، ٧٢، ٩/ ٢٣، ٢٤. ومسلم، فى: باب من فضل أهل بدر. . . وقصة حاطب بن أبى بلتعة، من كتاب فضائل الصحابة. صحيح مسلم ٣/ ١٧٨٢. وأبو داود، فى: باب فى حكم الجاسوس إذا كان مسلم، من كتاب الجهاد. سنن أبى داود ٢/ ٤٤. والترمذى، فى: باب تفسير سورة الممتحنة، من أبواب التفسير. عارضة الأحوذى ١٢/ ١٩١. والإمام أحمد فى: المسند ١/ ٧٩، ١٠٥، ٢/ ١٠٩.
(٢) هو نصر بن حجاج بن علاط السلمى. انظر قصته فى: الطبقات الكبرى، لابن سعد ٣/ ٢٨٥. والإصابة ٦/ ٤٨٥، ٤٨٦.