للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت نعمة ورحمة وبركة فإن المطر (١) خير الأرزاق لجميع المخلوقات بل هو أصل الأرزاق كلها وأساس النعم جميعها وقد أنزل الله تعالى [ق ٣٦/ظ] على جماعة من أمّة محمّد - صلى الله عليه وسلم - من السّماء طعاماً وشراباً عند حاجتهم إليه , وبُورِك لآخرين في قليل الطعام والشراب حتى سَدّ مسدّ الكثير وهذا أمر معلوم معهود في أمّته , وقد روى أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما فرغت مما أمرني الله تعالى به من أمر السموات والأرض يعني ليلة المعراج قلت: يا ربّ إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرّمته , (جعلت إبراهيم) (٢) خليلاً , وموسى كليماً , وسخرت لداود الجبال يسبحن والطير , ولسليمان الريح والشياطين , وأحييت لعيسى الموتى , فما جعلت لي , قال: أوليس قد أعطيتك (٣) أفضل من ذلك كله أن لا أُذكَر إلا ذُكِرتَ معي وجَعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤن القرآنَ ظاهراً ولم أُعطها أمّةً , وأنزلت عليك كلمة من كنوز عرشي لا حول ولا قوة إلا بالله» (٤) وقد أشرنا إلى هذا وسيأتي حديث الإسراء فيما بعد إن شاء الله تعالى , فقد


(١) في ب "الرحمة".
(٢) "جعلت إبراهيم" ليس في ب.
(٣) في ب "أعطيتكه".
(٤) نقله ابن كثير في تفسيره (٨/ ٤٣٠) والسيوطي في الدر المنثور (١٥/ ٤٩٩) عن أبي نعيم في دلائل النبوة , وسقط من نسختي المطبوعة عن كتاب الدلائل , وقال ابن كثير في البداية والنهاية في إسناده (٦/ ٣١٥): "وهذا إسناد فيه غرابة , ولكن أورد له شاهداً ... ".

<<  <   >  >>