للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قال) (١): فإن قيل: فالعبيد والإماء غنيمة أيضاً؟ قلنا: نعم , لكن ذلك حرّم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وأحل لنبيّنا - صلى الله عليه وسلم - خاصّة من بينهم" (٢).

فحكم العبيد والإماء والحيوان غير حكم الصامت من الأموال فإن الأموال غير ذوات الأرواح كانت تحرق والحيوان لا يحق تحريقه فهذا شيء , وذاك شيء آخر.

وقد أعطي هو - صلى الله عليه وسلم - وأمّته الجمعة ولم يعطها من قبله (٣) , وخواصه وخواصّ أمته كثيرة كما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى , وروى البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا سيد الناس يوم القيامة , وهل تدرون لم ذلك؟ يجمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد , وتدنو الشمس , فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون , فيقول بعضهم لبعض: ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم - عز وجل -؟ فيقولون: آدم - فذكر حديث الشفاعة وتدافع الأنبياء عليهم السلام أمرها وكلٌ يقول: (لست) (٤) لها - حتى يأتوني فأقول: أنا لها» (٥) والحديث مشهور معروف في الصحاح وغيرها , ففي هذا الحديث احتياج الخلق كلّهم إليه يوم القيامة , وتقدمه على جميع الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - , وأنه إذا قام يشفع فيقال (٦) (له) (٧): «سل تعط , واشفع تشفع» , وليست هذه الرتبة لغيره , وروى الترمذي من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا أوّل الناس خروجاً إذا بُعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشّرهم إذا يَئسوا وأنا أكرم ولد على آدم على ربّي ولا فخر [ق ٥٧/ظ]» (٨) وفي روايةٍ له أنه قال: «أنا أكرم الأوّلين والآخرين على الله - عز وجل - ولا فخر» وقد تقدم , وروى الدارمي عن أنس - رضي الله عنه - أيضاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا


(١) "قال" ليس في ب.
(٢) الوفا بأحوال المصطفى (١/ ٣٦٧ - ٣٦٨).
(٣) أخرج مسلم (٢/ ٥٨٦) , في كتاب الجمعة , باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة , من طريق حذيفة - رضي الله عنه - , قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا , فكان لليهود يوم السبت , وكان للنصارى يوم الأحد , فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة ... ».
(٤) "لست" ليس في ب.
(٥) تقدم تخريجه , انظر: ص ٤٠٦.
(٦) في ب "فيقول" , وهو خطأ.
(٧) "له" ليس في ب.
(٨) تقدم تخريجه , انظر: ص ٣٤٧.

<<  <   >  >>