للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحصى في يده وتسبيح الطعام وهو يؤكل بحضرته كما تقدم ذكره , وفيما خصّ به دون أمّته التخيير لنسائه وصلاة الليل كما ذكرنا , ولم يكن له إذا سمع منكراً ترْكه حتى يغيّر وليس له أن يكتب ولا يقول الشّعر وأنه كان عليه دَينُ مَن يموت من أمته إذا لم يكن

ترك وفاء ولم يكن لأحد تغيير ما حماه من حمىً وأحل له القتال بمكة (١) ولم يحل (٢) لأحد قبله ولا يحل لأحد بعده , ومما خص - صلى الله عليه وسلم - به أنّ حدّ من سبّه أو هجاه القتل وأن من سبّه هو أو لعَنَهُ ممن ليس أهلاً لذلك أن يكون سَبُّه له ولعْنُه إياه رحمةً وقربةً (٣) وأن


= المغرب، فلو ردت الشمس للزم تخبيط الأمة في صومها وصلاتها، ولم يكن في ردها فائدة لعلي، إذ رجوعها لا يعيد العصر أداء , ثم هذه الحادثة العظيمة لو وقعت لاشتهرت وتوفرت الهمم والدواعي على نقلها. إذ هي في نقض العادات جارية مجرى طوفان نوح، وانشقاق القمر ". هذا كله كلام الذهبي نقلته من " تنزيه الشريعة " لابن عراق وهو كلام قوي سبق جله في كلام ابن تيمية، وقد حاول المذكور رده من بعض الوجوه فلم يفلح، ولو أردنا أن ننقل كلامه في ذلك مع التعقيب عليه لطال المقال جدا، ولكن نقدم إليك مثالاً واحداً من كلامه مما يدل على باقيه، قال: وقوله: ورجوعها لا يعيد العصر أداء , جوابه: إن في تذكرة القرطبي ما يقتضي أنها وقعت أداء، قال رحمه الله: فلو لم يكن رجوع الشمس نافعاً، وأنه لا يتجدد الوقت لما ردها عليه الصلاة والسلام , والجواب على هذا من وجوه: أولاً: أن يقال: أثبت العرش ثم انقش.
ثانياً: لوكان الرجوع نافعاً ويتجدد الوقت به لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق وأولى به في غزوة الخندق، لاسيما ومعه علي - رضي الله عنه - وسائر أصحابه - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم عن ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ثالثاً: هب أن في ذلك نفعاً، ولكنه على كل حال هو نفع كمال - وليس ضرورياً، بدليل عدم رجوع الشمس له - صلى الله عليه وسلم - في الغزوة المذكورة، فإذا كان كذلك فما قيمة هذا النفع تجاه ذلك الضرر الكبير الذي يصيب المسلمين بسبب تخبيطهم في صلاتهم ووصومهم كما سبق عن الذهبي؟ ! .
وجملة القول: أن العقل إذا تأمل فيما سبق من كلام هؤلاء الحفاظ على هذا الحديث من جهة متنه، وعلم قبل ذلك أنه ليس له إسناد يحتج به، تيقن أن الحديث كذب موضوع لا أصل له". انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (٢/ ٣٩٥ - ٤٠١).
وقال الشيخ الألباني في تعليقه على حديث «أمر - صلى الله عليه وسلم - الشمس أن تتأخر ساعة من النهار، فتأخرت ساعة من النهار»: "ضعيف -ثم قال: - تنبيه: قد جاءت أحاديث وآثار في رد الشمس لطائفة من الأنبياء، ولا يصح من ذلك شيء إلا ما في الصحيحين وغيرهما أن الشمس حبست ليوشع - عليه السلام - ". انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (٢/ ٤٠١ - ٤٠٢).
(١) في هامش أ "أي ساعة واحدة من يوم واحد".
(٢) في ب "يكن".
(٣) تقدم تخريجه , انظر: ص ٥١٨ - ٥١٩.

<<  <   >  >>