للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به , قال: قد فعلت ذلك بك وبأمّتك , [ثم] (١) قلت: ربّنا اعف عنّا من الخسف واغفر لنا من القذف وارحمنا من المسخ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين , قال: قد فعلت ذلك بك وبأمّتك , ثم قيل لي: سل , فقلت: يا ربّ اتّخذت إبراهيم خليلاً , وكلّمت موسى تكليماً , ورفعت إدريس مكاناً عليّاً , وآتيتَ سليمان مُلكاً عظيماً , وآتيت داود زبوراً , فما لي يا ربّ؟ فقال لي ربّي - عز وجل -: (يا محمد) (٢) اتخذتك حبيباً كما اتخذت إبراهيم خليلاً , وكلّمتك كما كلّمت موسى (تكليماً) (٣) , وأعطيتك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة وكانا من كنوز عرشي ولم أعطها نبيّاً قبلك , وأرسلتك إلى أهل الأرض جميعاً أبيضهم وأسودهم (٤) (و) (٥) إنسهم وجنّهم ولم أرسل إلى جماعتهم نبيّاً قبلك , وجعلت الأرض كلّها برّها وبحرها طهوراً (٦) (وَ) (٧) مسجداً لك ولِأُمّتك , وأطعمتُ أمّتك الفيءَ ولم أطعمه أُمّة قبلهم , ونصرتك بالرعب على عدوّك مسيرة شهر , وأنزلت عليك سيّد الكتب كلها ومهيمناً عليها قرآناً قرقناه , ورفعت لك ذكْرك حتى تُذكَر كلّما ذُكِرْتُ من شرائع ديني , وأعطيتك مكان التوراة المثاني ومكان الإنجيل المئين ومكان الزبور الخواتيم وفضلتك بالمفصّل , وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك , وجعلت أمّتك خير أُمّةٍ أُخرجت للناس وجعلتهم أمّة وسطاً وجعلتهم الأوّلين وهم الآخرون فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين , ثم أفضى (إليّ) (٨) بعدها أموراً لم يؤذن لي أن أخبركم بها , ثم فُرِضت عليّ وعلى أمّتي في كل يوم وليلة خمسون صلاةً فلما عهد إليّ بعهده وتركني عنده ما شاء


(١) "ثم" زيادة من ب.
(٢) "يا محمد" ليس في ب.
(٣) "تكليماً" ليس في ب.
(٤) في أ "أسودهم وأبيضهم" بتقديم وتأخير , وما أثبته من ب ونسخة بهامش أوهو الوارد في تفسير الثعلبي (٦/ ٦٤).
(٥) "و" ليس في ب.
(٦) في ب "طوراً".
(٧) "و" ليس في ب.
(٨) "إلي" ليس في ب.

<<  <   >  >>