للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرصوص؟ قال: يا رسول الله هم الروحانيون الذين يقول الله - عز وجل -: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: من الآية ٣٨] (و) (١) منهم الروح الأعظم ثم إسرافيل بعد ذلك , قلت: يا جبريل فمن الصف الواحد الذين في البحر الأعلى فوق الصفوف كلها قد أحاطوا بالعرش؟ قال: هم الكروبيون أشراف الملائكة وعظماؤهم وما يجترئ أحد من الملائكة أن ينظر إلى ملك من الكروبيين وهم أعظم شأناً من أن أطيق (٢) صفتهم لك (٣) وكفى بما رأيت منهم , ثم طاف بي جبريل في الجنة بإذن الله تعالى فما تَرَكَ فيها مكاناً إلا رأيته وأخبرني عنه فرأيت القصور من الدرّ والياقوت والزبرجد ورأيت الأشجار من الذهب الأحمر , قضبانهن اللؤلؤ , عروقهن الفضة راسخة في المسك , فَلَأنا أعرف بكل درجة وقصر وبيت وغرفة وخيمة وثمر في الجنة مِني بما في مسجدي هذا , ورأيت نهراً يخرج من أصله (ماء) (٤) [ق ٧٤/ظ] أشد

بياضاً من اللبن وأحلى (٥) من العسل (٦) على رضراض (٧) دُرٍّ وياقوت ومسك أذفر , فقال جبريلُ: هذا الكوثر الذي أعطاك الله - عز وجل - وهُوَ التسنيم يخرج من تحت العرش إلى دُورهم وقصُورهم (٨) وبيُوتهم وغُرَفهم يَمزُجُون بها أشربتهم من العَسَل واللّبن والخمر وذلك قوله: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: ٦] ثم انطلقَ بي يطوف في الجنة حتى انتهينا إلى شجرة لم أر في الجنة مثلها فلما وقفتُ تحتها رفعتُ رأسي فإذا أنا لا أرى شيئاً من خلق ربي - عز وجل - غيرها لعظمها وتفرق أغْصَانها ووجدتُ فيها ريحاً طيبةً لم أشمّ في الجنة ريحاً أطيبَ منها فقلّبتُ بَصري فيها فإذا ورقها حُلَلٌ طرائف من ثياب الجنة من بين أبيض وأحمر وأصفر وأخضر


(١) "و" ليس في ب.
(٢) في ب "أطنق" , وهو خطأ ظاهر.
(٣) في ب "كل" , وهو خطأ ظاهر.
(٤) "ماء" ليس في ب.
(٥) في أ "وأحل" , وهو خطأ.
(٦) في أ "العسلى".
(٧) الرضراض: الحصى الصغار. النهاية (٢/ ٥٥٧).
(٨) في ب "دور قصورهم".

<<  <   >  >>