للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إلى] (١) سدرة المنتهى فَخَررتُ ساجداً , قلت: يا رب فرضتَ عليَّ وعلى أمتي خمسين صَلاة ولن أستطيع أن أقوم بها أنا ولا أمتي فَخفَّفَ عني عشرًا , فرجعتُ إلى موسى فسألني , فقلت: خفف عني عشرًا , قال: ارجع إلى ربك فسله (٢) التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم (وإني) (٣) قد لقيت من بني إسرائيل شدةً , قال: فرجعت فرده إلى ثلاثين , قال: فما زلت بين ربّي وبين موسى حتى جعلها خمس صلوات , فأتيت موسى فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف , فقلت: إني قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييت وما أنا براجع إليه , قال: فنوديتُ: إني يوم خلقتُ السمواتِ والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ولا يُبدّل القول لديَّ , فخمْسَةٌ بخمسين فقم بها أنت وأمتك , إني قد أمضيتُ فريضتي وخففتُ عن عبادي وأجزي بالحسنة (٤) عشر أمثالها لكل صلاة عشر صَلوات , قال: فرضي محمد كل الرضى فكان موسى من أشدهم عليه حين [ق ٧٥/ظ] مرَّ به وخَيْرِهم لَهُ حين رَجَع إليه؛ ثم انصرفتُ مع صاحبي وأخي جبريل لا يفوتني ولا أفوتُه حتى انصرفَ بي إلى مضجعي وكانَ كل ذلك في ليلة واحدة من لياليكم هذه فأنا سيد ولد آدم ولا فخر , وبيَدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر , وإليَّ مفاتيح الجنة يوم القيامة ولا فخر , وأنا مقبوض عن قريب بعد الذي رأيت من آيات ربي الكبرى ما رأيت وقد أحببت اللحوقَ بربي - عز وجل - ولقاء من رأيت من إخواني وما رأيت من ثواب الله - عز وجل - لأوليائه وما عند الله خير وأبقى , قالوا: فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به فكان بذي طوى قال: يا جبريل إن قومي لا يصدّقونني (٥) , قال: يُصَدّقك أبو بكر وهو الصديق؛ قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما كانت ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فُظِعْتُ بأمري وعرفت أنّ الناس مُكَذِّبِيَّ» قال: فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُعتزلاً حزيناً فمرَّ به أبو جهل عَدُوّ اللهِ فأتاهُ فجلس إليه كالمستهزِئ:


(١) "إلى" زيادة من ب.
(٢) في ب "فسأل".
(٣) "وإني" ليس في ب.
(٤) في ب "بالأمثلة".
(٥) في ب "لا يصدقوني".

<<  <   >  >>