للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سالم الأفعال , منزّه عن التصغير بالنسب الشريف العال (١) , فقد ثبت له الفضل واستقرّ واستمرّ , أليس اسمُه أحمد عند أهل المعرفة لا ينصرف ولا يُجَرّ , ألقابه أجمل الألقاب وأحلاها (٢) , كما أنّ أسماءه أحسن أسماء المخلوقين (٣) وأسماها , فهو مذكور في السموات والأرض بالتبجيل , معروف في التوارة والزبور والإنجيل , محمد وحامد ومحمود وفاتح وخاتم وهادي ومهتدي وصفي وخليل وكليم وحبيب ومختار وناصر وقائم وحافظ وعدل وحليم وحجة وبيان ومهيمن وبرهان ومطيع وواعظ وأمين ومكين وناطق وصادق أمّي عربيّ هاشميّ قرشي مضريّ أبطحيّ تهاميّ مكّيّ مدنيّ عائل غني جواد [ق ٩٠/و] سخي طيب طاهر زكيّ خطيب أريب فصيح صبيح سيد إمام بَطَلٌ هُمَامٌ بارٌّ

سابق مقتصد أول آخر شفيع مشفَّع محلّل محَرِّم آمِرٌ ناهٍ مبلّغ ناصح مؤدّي وليّ متوكّل , صاحب الّلواء والتّاج , والإسراء والمعراج , الكريم المنتجب , سيد العجم والعرب , المبعوث بالتوحيد والشهادة , والصلاة والزهد والعبادة , والدّين الحنيف والهداية , والدعوة العامة والرعاية , المنعوت بالقوّة والشجاعة , الموصوف بالنجدة والبراعة , صاحب الحوض المورود , والمقام المحمود , والكرم والجود , وهو خير والد وأشرف مولود , وأفضل موجود في الخلق وأعز مفقود , ذو الأصل اللُباب , والدعاء المستجاب , الناطق بالصواب , الخاشع الأوّاب , قامع الأباطيل , وموضح الدليل , الإسلام ملّته , والكعبة قبلته , والحنيفيّة السمحة شريعته , وخير أمّة أخرجت للناس أمّته , عند ذكره ترتاح الأرواح , وعند رؤيته تحدث الأفراح , وبمجالسته تنزل الرحمة , وبمحادثته تتمّ النّعمة , وبمتابعته تكمل العبادة , وبطاعته تحصل السّعادة , والأمن كُلُّه في جنابه (٤) ,


(١) في ب "العالي" بزيادة الياء.
(٢) في ب "وأحلى".
(٣) في ب "الأسماء" بدون "المخلوقين".
(٤) لعله يقصد بمحبته - صلى الله عليه وسلم - أو باتباع سنته, فمن رد على تقي الدين السبكي في مسألة شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - دون الصلاة في مسجده , ومن قرر أن خلاف السلف في تأريخ ميلاده - صلى الله عليه وسلم - يدل على أنهم لم يكونوا يجعلون ذلك موسماً للاجتماع والولائم والاحتفال في صُنع الأطعمة والأشربة والسماعات, يبعد أن يصدر منه التوسل الممنوع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - , كيف وقد كتب بخط يده في الرؤيا التي فيها الثناء على منهج ابن تيمية في الاعتقاد ما يأتي: "وقد كنت أنكرت على بعض الفقراء التوسل بغير الله من المخلوقين" , والله أعلم.

<<  <   >  >>