للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى وقفت بين يديه ثم أمرها فرجعت إلى منبتها فقامت كما كانت (١) , ونحو ذلك دعاؤه للعذق من رأس النخلة فانْحدَرَ وجاءه يَنقُزُ حتى صار بين يديه ثم أمره أن يعود حيث كان فصعد كذلك (٢) , وأعجب من ذلك أنه كان بالحَجون (٣)

وهو كئيب حزين فقال


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (١٤/ ٤٣٤) , كتاب التاريخ , باب المعجزات , ح ٦٥٠٥ , تحقيق: شعيب الأرنؤوط , الطبعة الثانية ١٤١٤ , مؤسسة الرسالة , بيروت , من طريق ابن عمر - رضي الله عنه - , بلفظ: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين تريد؟ قال: إلى أهلي قال: هل لك إلى خير؟ قال: ما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله , قال: هل من شاهد على ما تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم - هذه السمرة , فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً حتى كانت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك" , علق عليه شعيب الأرنؤوط: "رجاله ثقات"؛ وأخرجه الهيثمي بنحو لفظ ابن حبان في مجمع الزوائد (٨/ ٥١٧) ح ١٤٠٨٥ , وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح , وأخرجه البيهقي بنحو لفظ ابن حبان في دلائل النبوة (٦/ ١٤٠) ح ٢٢٦٢.
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٣/ ٤٢٤) ح ١٩٥٤ , من طريق ابن عباس - رضي الله عنه - , بلفظ: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني عامر , فقال: يا رسول الله , أرني الخاتم الذي بين كتفيك , فإني من أطب الناس , فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أريك آية» , قال: بلى , قال: فنظر إلى نخلة , فقال: «ادع ذلك العذق» , قال: فدعاه , فجاء ينقز , حتى قام بين يديه , فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ارجع» , فرجع إلى مكانه , فقال العامري: يا آل بني عامر , ما رأيت كاليوم رجلا أسحر" , قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط , عادل المرشد , وآخرون , بإشراف: د. عبدالله التركي-: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٣) الحَجُون -بفتح الحاء المهملة ثم جيم مضمومة وآخره نون-: يقول الشيخ حمد الجاسر في تهميشه لكتاب (الأماكن) أو (ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة) أن العلماء قد اختلفوا في تحديد موقع الحجون، مع اتفاقهم على أنه في أعلى مكة بقرب المقبرة، فالمتأخرون وبعض المتقدمين منهم يرونه الجبل الذي تقع المقبرة بسفحه مما يلي الأبطح، ومسجد الجن (مسجد بيعتهم) , وفيه شقت ثنيه كداء (ثنية الحجون) وهذا هو المعروف عند المتأخرين , إلا أن الشيخ الجاسر يقول أنه ورد في «أخبار مكة» ما يفهم منه أنه الجبل المقابل لهذا في الجانب الآخر من المعلاه، يدعه المتجه إلى منى على يمينه. انظر: هامش الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة ص ٣٢٢ - ٣٢٣ , لأبي بكر الحازمي , تحقيق: حمد الجاسر , ١٤١٥ , دار اليمامة.

<<  <   >  >>