للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمزارع والأملاك وغير ذلك , وحُمل ذلك أو معظمه إلى عمر (١) - رضي الله عنه - فلما رآه قال: إنّ قوماً أدَّوا هذا لَذَوُو أمانة , فقال له علي - رضي الله عنه -: إنك عَففت [ق ١٩/ظ] فعفّت الرعيّة (٢) , وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: "والله الذي لا إله إلا هو ما اطّلعنا على أحد من أهل القادسية وما بعدها من المدائن أنّه يريد الدنيا والآخرة ولقد إئتمنا ثلاثة نفر فما رأينا مثل أمانتهم وزهدهم وهم: طُليحة بن خويلد (٣) , وعمرو بن معدي كرب (٤) , وقيس بن المكشوح (٥) (٦) " (٧) , وكان من جملة ما أصابوه أسفاط (٨) فيها تاج كسرى وحلته ووشاحه

ودرعه التي كان يلبس للمباهاة والثياب التي كان يلبس من الديباج المنسوج بالذهب


(١) في ب تكرار "إلى عمر" , وهو خطأ ظاهر.
(٢) أخرجه أبو القاسم التيمي في الحجة (٢/ ٣٨٥) , وأخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ٤٦٦) , كما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٤/ ٣٤٣) , تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي , ١٤١٥ , دار الفكر.
(٣) هو طليحة بن خويلد الأسدي , متنبئ، شجاع، من الفصحاء، كان يقال له (طليحة الكذاب) , من أشجع العرب، يعد بألف فارس , قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد بني أسد سنة ٩ هـ وأسلموا , ولما رجعوا ارتد طليحة وادعى النبوة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ثم قدم زمن عمر - رضي الله عنه - وأسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان كافة , فبايعه في المدينة , ثم شهد طليحة القادسية فأبلى فيها بلاء حسناً , توفي سنة ٢١. انظر: الاستيعاب (١/ ٢٣٣ - ٢٣٤) , الأعلام (٣/ ٢٣٠).
(٤) هو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي: فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة , وفد على المدينة سنة ٩ في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا وعادوا , ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتد عمرو في اليمن , ثم رجع إلى الاسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه , وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية , يكنى أبا ثور , وأخبار شجاعته كثيرة , توفي سنة ٢١. الأعلام (٥/ ٨٦).
(٥) في أ "المكشوخ" بالخاء المعجمة , وهو تصحيف.
(٦) هو قيس بن المكشوح أبو شداد , واختلف في اسم أبيه فقيل: عبد يغوث , وقيل: هبيرة بن هلال وهو الأكثر , قال أبو عمر: إنما قيل له المكشوح لأنه كوي , وقيل: لأنه ضرب على كشحه؛ قيل: له صحبة وقيل: لا صحبة له باللقاء والرؤية , وهو الذي أعان على قتل الأسود العنسي مع فيروز , وهذا يدل على إسلامه في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , له آثار صالحة في قتال الفرس بالقادسية وغيرها وشهد مع النعمان بن مقرن نهاوند ثم قتل بصفين مع علي. وكان فارسا بطلا شاعرا وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب. انظر: أسد الغابة (٤/ ٤٢٥).
(٧) أخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ٤٦٦) , بلفظ: "ولقد اتهمنا ثلاثة نفر فما رأينا كالذي هجمنا عليه من أمانتهم وزهدهم ... " , وأخرجه الواقدي في فتوح الشام (٢/ ١٨٩) , الطبعة الأولى ١٤١٧ , دار الكتب العلمية , بيروت؛ بلفظ: "ولقد اتهمنا ثلاثة نفر فاتبعناهم فعجزنا عن وصف أمانتهم وزهدهم ... ".
(٨) السفط: وعاء يوضع فيه الطيب ونحوه من أدوات النساء , ووعاء من قضبان الشجر ونحوها توضع فيه الأشياء كالفاكهة ونحوها. المعجم الوسيط (١/ ٤٣٣).

<<  <   >  >>