وهذا -يعني كما سيأتي معنا- أنه وقع تسامح في شروط الرواية، ومنها السن هذه، فربما أحضروا للسماع..، أو ربما أسمعوا الصغار، كما سيأتي معنا -إن شاء الله تعالى.
نلاحظ قوله:"وقال بعض الناس: لا ينبغي السماع إلا بعد العشرين سنة. وقال بعض: عشر. وقال آخرون: ثلاثون".
هذه الأقوال..، يعني الذي قال: لا ينبغي السماع إلا بعد الثلاثين، ليست القصة قصة ضبط هنا، وإنما هنا خلط.. يعني فيه نوع خلط بين صحة السماع وبين ما الذي ينبغي الابتداء به بالنسبة لطالب العلم، فبعض العلماء يقول: ينبغي للطالب أن يشتغل بالقرآن وبحفظه، وبضبطه والتفقه فيه، قبل أن يبدأ بسماع الحديث، فهذا بالنسبة للعشرين سنة، وبالنسبة للثلاثين.
بعض البلاد الإسلامية لا يسمعون، أو بعض العلماء..، بعض الأمصار لا يسمعون إلا بعد هذا السن. لماذا؟ ليست راجع.. يعني غير معقول أن يقال لمن هو مثلا فوق العشرين، أو دون الثلاثين: إن هذا لا يضبط، بل هذا هو سن الضبط، وإنما القصد هنا في هذه السن أنهم يوصون بالاشتغال أولا بالقرآن وبالتفقه فيه، وهذا هو الذي يوصَى به الآن أيضا، يوصى به طالب العلم إما أن يبدأ بالقرآن، وبالتفقه فيه، وبحفظه وبضبطه، وإما ألا يخلي نفسه من ذلك حال طلبه للحديث وحفظه، وأيضا كذلك تعلم مصطلحه.
ذكر ابن كثير الحكاية هذه أنه بلغه عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وبعضهم يشكك فيها، أن الصبي هذا وهو ابن أربع سنين يناظر..، ويقولون: يبعد هذا، ويقول بعضهم: لعلهم رأوا صغر جسمه فظنوه صغيرا، وهو كبير.
الآن سيدخل ابن كثير -رحمه الله- في أنواع التحمل، وكيف يؤدي من تحمل بهذه الطرق؟ أو طرق التحمل، يسمونها طرق التحمل وصيغ الأداء لمن تحمل بها. نعم.