لما أمر الولاة بأداء الأمانات إلى أهلها، وأن يحكموا بالعدل؛ أمر الناس بأن يطيعوهم، وينزلوا على قضاياهم. والمراد بأولي الأمر منكم: أمراء الحق؛ لأن أمراء الجور اللَّه ورسوله بريئان منهم، فلا يعطفون على اللَّه ورسوله في وجوب الطاعة لهم، واختيار الحق، والأمر بهما، والنهي عن أضدادهما، كالخلفاء الراشدين، ومن تبعهم بإحسان. وكان الخلفاء يقولون: أطيعونى ما عدلت فيكم، فإن خالفت فلا
والحكم بالعدل، قيل: في كلامه نظر؛ لأنه قد تقرر أن فعل نعم إذا كان مظهراً التزم أن يكون محلىًّ بلام الجنس أو مضافاً إليه، خرجه في ((المفصل))، والجواب ما قال ابن الحاجب في قوله تعالى:(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ)[البقرة: ٩٠] جاز أن يكون ((ما)) بمعنى: الذي، وجاز أن تقع فاعله، لما فيها من الإبهام، كالمعرف باللام، أي: لام الجنس.
قوله:(وقرئ: ((نعما)) بفتح النون): ابن عامرٍ وحمزة والكسائي؛ لأن أصله:((نعم)) فأتى به على الأصل.
قوله:(لأن أمراء الجور الله ورسوله بريئان منهم، فلا يعطفون على الله ورسوله في وجوب الطاعة لهم) مذهبه، لما روينا عن مسلمٍ والدارمي، عن عوف بن مالك، عن