قوله:(بالأولية والقدم)، الجوهري: الأول: نقيض الآخر، والقدم خلاف الحدوث.
الأزهري في تفسير قوله تعالى:(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ)[الحديد: ٣] الأول: هو السابق للأشياء كلها، وكان الله موجوداً لا شيء معه، ثم أوجد ما أراد من خلقه، ثم يفني الخلق كلهم، فيبقى تعالى وحده كما كان أولاً.
وقلت: فالأولية التي تقتضي سبق الأشياء كلها مستدعية للقدم، والآخرية التي لم تقبل الفناء بعد فناء المحدثات مشعرة بالقدم؛ لأن المحدث يحتاج في إحداثه على سابق؛ ومن ثم جاء في الأدعية عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم:"أنت الأول ليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء"، أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، فيكون عطف القدم على الأولية من عطف البيان على المبين، وعطف:"ووسم كل شيء" على "استأثر" من عطف أحد الضدين على الآخر؛ للجامع الوهمي.
قوله:(أنشأه)، أي: خلقه على اعتقاده، الجوهري:"أنشأه الله، خلقه، يقال: أنشأ يفعل كذا، أي: ابتدأ، وفلان ينشئ الأحاديث، أي: يضعها".
قطع الجملة لتكون بدلاً من جملة:"أنزل" لكونها أوفى بتأدية المقصود منها، فإنه أجرى على