للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)].

(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) ظاهره وجوب الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن في صلاةٍ وغير صلاة. وقيل: كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت، ثم صار سنةً في غير الصلاة أن ينصت القوم إذا كانوا في مجلسٍ يقرأ فيه القرآن.

وقيل معناه: وإذا تلا عليكم الرسول القرآن عند نزوله فاستمعوا له.

وقيل: معنى (فاستمعوا له): فاعملوا بما فيه ولا تجاوزوه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (وقيل: معنى (فاستمعوا له): فاعملوا بما فيه، ولا تجاوزوه): قال الزجاج: "لأن معنى قول القائل: سمع الله دعاءك: أجاب الله دعاءك".

الأساس: "ومن المجاز: "سمع الله لمن حمده": أجاب وقبل، والأمير سمع كلام فلان".

وقلت: هذا أوفق لتأليف النظم سابقًا ولاحقاً، وأجمع للمعاني والأقوال. فإنه تعالى لما ذكر تعريضًا بأن المشركين إنما استهزؤوا بالقرآن، ونبذوه وراءهم ظهرياً، لأنهم فقدوا البصائر، وعدموا الهداية والرحمة، وأن حالهم على خلاف المؤمنين، أمر المؤمنين بمزيد ما كانوا عليه من مجرد الاستماع، وهو العمل بما فيه، والتمسك به، وألا يجاوزوه، ترتباً للحكم على تلك الأوصاف.

ولذلك قيل: (وإذا قرئ القراءن): وضع للمظهر موضع المضمر، لمزيد الدلالة على العلية. يعني: إذا ظهر، أيها المؤمنون، أنكم لستم مثل هؤلاء المعاندين، فعليكم بهذا الكتاب الجامع لصفات الكمال، الهادي إلى الطريق المستقيم، الموصل إلى مقام الرحمة والزلفى، (فاستمعوا له)، وبالغوا في الأخذ منه، والعمل بما فيه، ليحصل المطلوب، و (لعلكم ترحمون).

<<  <  ج: ص:  >  >>