للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

فالأمر في قوله تعالى: (واذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وخِيفَةً) للوجوب، وفي (ودون الجهر من القول) للترخص تأسياً، والنهي بقوله: (ولا تكن من الغافلين) للترفع عن هذا المقام، على سبيل التهييج والإلهاب. يعني: ولا تكن من الجاهرين بالصوت، لأن منزلتك فوق هذا المقام، لأنك من الواصلين إلى عين الحقيقة، الماثلين في مقام الشهود، المنخرطين في زمرة المقربين الذين جاهدوا في قمع خواطر النفس، وإماطة لوث الهوى.

وفي ذكر الخوف الإشعار باستشعار هيبة الجلال، قال:

أشتاقه فإذا بدا … أطرقت من إجلاله

لا خيفة بل هيبةً … وصيانةً لجماله

ومن هذا المقام نهى صلوات الله عليه أصحابه، على ما روينا عن البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود، عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم، ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً، وهو معكم، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". كقوله: (وهو معكم) [الحديد: ٤] و (أقرب).

فعلى هذا: حال المبتدئ والسالك منوطة برأي الشيخ المرشد، فإنه قد يأمره برفع الصوت في الذكر، لقلع الخواطر، وحديث النفس، لرسوخها فيه في بدء الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>