للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المؤمن المخلص، ثم في اقترانها بأداء الزكاة- وهما أما العبادات البدنية والمالية- دلالة على استجلاب سائرها.

وقال الشيخ أيضاً: "أنكر أكثر المتكلمين زيادته ونقصانه، وقالوا: متى قبل الزيادة والنقصان كان شكاً وكفراً، وقال المحققون من المتكلمين: نفس التصديق لا يزيد ولا ينقصن والإيمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته ونقصانها، وفي هذا توفيق بين ظواهر النصوص".

وقال: "الإيمان في اللغة: هو التصديق، فإن عُني به ذلك فلا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق لا يتجزأ، فلا يتصور كماله مرة ونقصانه أخرى، وفي لسان الشرع: هو التصديق بالقلب والعمل بالأركان".

وقال الراغب في "الذريعة: "الإيمان: هو الإذعان على سبيلا لتصديق لله تعالى باليقين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) ووجل القلب: هو الخشية للحق على سبيل التصديق له باليقين. هذا أصل الإيمان، ثم صار اسماً لشريعة محمد صلى الله عليه ولم كالإسلام، فعلى الثاني يصح إطلاقه على من يظهر ذلك، وإن لم يتخصص بالتصديق اليقيني، ولأن اشتقاق الإيمان لا يمنع منه، فإن معنى المؤمن: من صار ذا أمن، وبإظهار الشهادتين يأمن الإنسان من أن يهراق دمه ويباح ماله، على أنه صلى الله عليه وسلم حين سأل الجاري عن الله تعالى، فأشارت نحو السماء، وعن النبوة فأشارت إليه، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة". وقال بعض المعتزلة: لا يصح إطلاقه على أحد ما لم يختبر في الأصول الخمسة".

وقال أيضاً: "اختلف في الإيمان: هل هو الاعتقاد المجرد أم الاعتقاد والعمل معاً؟ واختلافهم بسبب اختلاف نظرهم، فمن قال: هو اعتقاد مجرد فنظره إلى اشتقاق اللفظ،

<<  <  ج: ص:  >  >>