للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإلى أنه سبحانه وتعالى فصل بينهما في عامة التنزيل بالعطف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما في خير جبريل حين سأله عن الإسلام والإيمان، ففسر الأول بالأعمال، والثاني بالاعتقاد، ومن قال: هو الاعتقاد والعمل؛ فلما ورد: "الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان".

ولأن الإيمان ليس بذي منزلة واحدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة" الحديث، ومن تأمله وعرف حقيقته علم أن الإيمان الواجب هو اثنان وسبعون درجة، لا أقل ولا أكثر؛ لأنه صلوات الله عليه لا ينطق عن الهوى، إن هوى إلا وحي يوحى". إلى آخر كلامه.

وقلت: قد مر تأويل العطف في البقرة عند قوله تعالى: (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ): "جعل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الإسلام اسماً لما ظهر من الأعمال، وجعل الإيمان اسماً لما بطن من الاعتقاد، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان، والتصديق بالقلب ليس من الإسلام، بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد، وجماعها الدين، ولذلك قال: "ذاك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>