للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هكذا: "فلا يخلو المكسور الدال من أن يكون بمعنى: متبعين بعضهم بعضاً أو متبعين بعضهم لبعض"، إلى آخره.

وأما وجه استقامة ما في الكتاب - كما جاء في النسخ كلها-: فهو أن للبلغاء في أسلوب اللف والنشر طرقاً شتى - خلاف الظاهر - يسلكونها؛ تارة بإعانة اللف على النشر، وأخرى عكس ذلك، وهاهنا لما أتى باللف على ظاهره حيث قال: "بمعنى: متبعين أو متبعين" عمد في النشر إلى خلاف الظاهر، ثقة بأن السامع يرتب النشر عليه بالإضمار والتقديم والتأخير، كما يقول: "فن كان بمعنى: متبعين" بالتخفيف "فلا يخلو من أن يكون بمعنى: متبعين بعضهم بعضاً"، أي: يتبعون بعض الملائكة بعضاً منهم، "أو متبعين إياهم المؤمنين، أو متبعين أنفسهم، أو متبعين غيرهم من الملائكة".

وأعجب بنشر فيه لف! وإنما ارتكب هذا الصعب ليريك أن "متبعين" و"مُتَّبعين" عند كل من الاختلاف متفقان على معنى واحد، فقوله: "متبعين بعضهم بعضاً، أو متبعين بعضهم لبعض" يشتركان في معنى قوله: "أردفته إياه: إذا أتبعته" إذا كان المفعولان منهم، وقوله: "أو مُتبعين إياهم المؤمنين، أو متبعين لهم يشيعونهم" يشتركان في معنى قوله: "أردفته: إذا اتبعته" إذا كان أحد المفعولين "المؤمنين". وكذلك الصورة الثالثة، وإنما الفرق أن الثالثة واردة في إتباع أنفسهم ملائكة آخرين، والثانية في إتباع أنفسهم المؤمنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>