ومنه قوله تعالى:(رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ)[النمل: ٧٢] بمعنى: ردفكم. وأردفته إياه: إذا أتبعته، ويقال: أردفته، كقولك: أتبعته: إذا جئت بعده، فلا يخلو المكسور الدال من أن يكون بمعنى: متبعين أو متبعين، فإن كان بمعنى "متبعين": فلا يخلو من أن يكون بمعنى: متبعين بعضهم بعضاً، أو متبعين بعضهم لبعض، أو بمعنى: متبعين إياهم المؤمنين، أي يتقدمونهم فيتبعونهم أنفسهم، ........
الراغب:"الردف: التابع، وردف المرأة: عجيزتها، والترادف: التتابع، والرادف: المتأخر، والمردف: المتقدم الذي أردف غيره، قال أبو عبيدة في قوله تعالى:(بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ): جائين، فجعل "ردف" و"أردف" بمعنى واحد، وأنشد:
إذا الجوزاء أردفت الثريا
وقال غيره: معناه مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدين من الملائكة، وقيل: عني بالمردفين: المتقدمين للعسكر يلقون في قلوب العدا الرعب. وقرئ: "مردفين"، أي: أردف كل إنسان ملكاً".
قوله:(كقولك: اتبعته): واعلم أن في كلام المصنف دقة، فإنه لما قسم المكسورة الدال على قسمين، أخذ في بيان أحد القسمين، وخلط القسم الآخر به، وكان الظاهر أن لا يأتي بالآخر إلا بعد الفراغ من الأول، ومن ثم عمد إلى إبطال سطر من الكتاب، فعاد الكلام