إشعاراً بأن ما قبله- وهو الله الموصوف بكونه رباً، خالقاً، مستوياً على العرش، مدبراً للأمور - حقيق بما بعده؛ وهو أن يخص بالعبادة، ولا يشرك فيها غيره، كما سبق في أول البقرة.
قوله:((أَفَلا تَذَكَّرُونَ) فإن أدنى التفكر والنظر ينبهم على الخطأ): مُشعرٌ بأن التذكر دون التفكر، الجوهري:"ذكرته بلساني وبقلبي، وتذكرته"، وقال:"التفكر: التأمل".
يعني: كان من حق الظاهر أن يُقال: "أفلا تفكرون"، أي: في تلك الدلائل القاهرة الباهرة، لتعرفوا أن الله هوا لمستحق للعبادة، لأنه هو المنعم بجميع تلك النعم المتظاهرة، فوضع موضعه (تَذَكَّرُونَ)؛ تتميماً للمعنى وتربية للفائدة، يعني: يكفيكم الإخطار بالبال دون استعمال الرؤية.
قال الإمام:"هذا يدل على أن التفكر في المخلوقات والاستدلال بها على جلال الله وعزته وعظمته من أعلى المراتب، وأكمل الدرجات".
قوله:(لا ترجعون في العاقبة إلا إليه): الحصر ومعنى التخصيص مستفاد من التقديم.
قوله:(وهو أن الغرض): الجملة معطوفة على جملة قوله: "معناهالتعليل"؛ على سبيل البيان،