وروي أنها لما نزلت جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، فقال "إنكم ستجدون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني"، يعنى: أنى أُمرت في هذه الآية بالصبر على ما سامتني الكفرة، فصبرت، فاصبروا أنتم على ما يسومكم الأمراء الجورة، قال أنس: فلم نصبر.
وروى: أنّ أبا قتادة تخلف عن تلقى معاوية حين قدم المدينة، وقد تلقته الأنصار، ثم دخل عليه من بعد، فقال له: مالك لم تتلقنا؟ قال: لم تكن عندنا دواب. قال: فأين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" يا معشر الأنصار، إنكم ستلقون بعدي أثره". قال معاوية: فماذا قال؟ قال: قال "فاصبروا حتى تلقوني" قال: فاصبر
قوله:(ستجدون بعدي أثرة) الحديث: من رواية البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار: "إنكم ستلقون بعدي أثرة"، قالوا: فما تأمرنا؟ قال:"اصبروا حتى تلقوني على الحوض". رواه أحمد بن حنبل.
وروى البخاري عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني، وموعدكم على الحوض".
النهاية:"الأثرة- بفتح الهمزة والثاء-: الاسم من: آثر يؤثر إيثاراً: إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم، فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء". وفي غيرها: أثرة: بضم الهمزة وإسكان الثاء وبفتحها، وبكسر الهمزة وسكون الثاء، قال الأزهري: هو الاستئثار، أي: يستأثر عليكم بأمور الدنيا، ويفضل غيركم عليكم، ولا يجعل لكم في الأمر من نصيب.
قوله:(فأين النواضح؟ ): وهي الإبل التي تسقي الزروع.