وعن ابن عباس: ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشدّ ولا أشقّ عليه من هذه الآية. ولهذا قال:"شيبتني هود والواقعة وأخواتهما". وروى أنّ أصحابه قالوا له: لقد أسرع فيك الشيب؟ فقال:"شيبتني هود". وعن بعضهم: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت له: روي عنك أنك قلت: شيبتني هود. فقال: نعم. فقلت: ما الذي شيبك منها؟ أقصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ قال: ......
وقلت: يمكن أن يجعل (إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) تتميماً ومبالغة، المعنى: فاستقيموا حق الاستقامة، فإنه بصير لا يخفى عليه سركم وعلانيتكم، فهو من باب الإحسان والإخلاص.
قوله: (قال: "شيبتني هود والواقعة"): روينا عن الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، قد شبت، قال:"شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"، قيل: صح "هود" هنا غير منصرف، كـ "ماه" و"جور" في اسمي بلدتين للأسباب الثلاثة، لأن المراد به في الحديث السورة، لا النبي.