ما أفسدوا عليك من دينك، فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله فيهم (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم: ٥٩]، فإنك تعامل من لا يجهل، ويحفظ عليك من لا يغفل، فداو دينك فقد دخله سقم، وهيئ زادك فقد حضر السفر البعيد، وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، والسلام.
وقال سفيان: في جهنم وادٍ لا يسكنه إلا القرّاء الزائرون للملوك. وعن الأوزاعي: ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور عاملاً. وعن محمد بن مسلمة: الذباب على العذرة، أحسن من قارئ على باب هؤلاء .......
على المشهور، وبالرفع على جعل "ليس" حرفاً غير عامل، كما عند بني تميم، ذكره سيبويه، وروينا في "صحيح البخاري" عن رافع بن خديج، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل، ليس السن والظفر"، كأنه قيل: لا كذلك أخذ الله الميثاق، أي: ما أخذ الله الميثاق أخذاً يشبه فعلك.
قوله:(وقال سفيان: في جهنم واد) الحديث: من رواية الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعوذوا من جب الحزن، قالوا: يا رسول الله، وما جب الحزن؟