للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه» ولقد سئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء؟ فقال: لا، فقيل له: يموت؟ فقال: دعه يموت.

(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ) حال من قوله (فَتَمَسَّكُمُ) أي: فتمسكم النار وأنتم على هذه الحال. ومعناه: وما لكم من دون الله من أنصار يقدرون على منعكم من عذابه، لا يقدر على منعكم منه غيره (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) ثم لا ينصركم هو، لأنه وجب في حكمته تعذيبكم وترك الإبقاء عليكم.

فإن قلت: فما معنى "ثم"؟ قلت: معناها: الاستبعاد، لأنّ النصرة من الله مستبعدة مع استيجابهم العذاب واقتضاء حكمته له.

[(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال: واد في جهنم، تعوذ منه جهنم كل يوم أربع مئة مرة، قيل: يا رسول الله، من يدخلها؟ قال: أعد للقراء المرائين بأعمالهم". وزاد ابن ماجة: "وإن من أبغض القراء إلى الله تعالى الذين يزولون الأمراء قال المحاربي: يعني: الجورة.

قوله: (فما معنى "ثم"): أتى في السؤال بالفاء للإنكار، يعني: فهم من قولك: "ثم لا ينصركم هو، لأنه وجب في حكمته تعذيبكم": أن "ثم" ها هنا واقعة موقع الفاء السببية، لأن المعنى: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، لأنكم إن ركنتم إلى الظلمة، فإن الله يعذبكم بالنار بأن يسلطها عليكم، فتمسكم، والحال أن لا ناصر سواه ليخلصكم منها، وهو لا ينصركم، لأنه وجب في حكمته تعذيبكم، فإذن لا تنصرون البتة، فلم جاء بـ "ثم" دون الفاء؟

<<  <  ج: ص:  >  >>