للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(اقْتُلُوا يُوسُفَ) من جملة ما حكى بعد قوله: (إذ قالوا) كأنهم أطبقوا على ذلك إلا من قال: (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) وقيل: الآمر بالقتل شمعون، وقيل: دان، والباقين كانوا راضين، فجعلوا آمرين (أَرْضاً) أرضاً منكورة مجهولة بعيدة من العمران، وهو معنى تنكيرها وإخلائها من الوصف، ولإبهامها من هذا الوجه نصبت نصب الظروف المبهمة (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم. والمراد: سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها، فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم، لأنّ الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه. ويجوز أن يراد بالوجه الذات، كما قال تعالى (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن: ٢٧]. وقيل: (يَخْلُ لَكُمْ) يفرغ لكم من الشغل بيوسف (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد يوسف، أي: من بعد كفايته بالقتل أو التغريب، أو يرجع الضمير إلى مصدر (اقتلوا) أو (اطرحوه)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالعمامة وتعمم بها: بمعنى يقول: ليس العامري إلا عبارة عن تعهد عمامته واستعماله بما يتزين به، وليس من المكارم في شيء، قال الحطيئة:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها … واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

قوله: (وقيل: (يَخْلُ لَكُمْ): يفرغ لكم من الشغل بيوسف)، عطف على قوله: " (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) يقبل عليكم إقبالة واحدة وأما توسيط قوله: "ويجوز أن يراد بـ "الوجه": الذات" بين المعطوف والمعطوف عليه، فللدلالة على أن الوجه الأول محتمل لأن يراد بـ "الوجه": الجارحة المخصوصة، وأن يراد الذات كله؛ إطلاقاً لاسم معظم الشيء على كله، وعلى أن الثاني لا يحتمل غير الذات.

<<  <  ج: ص:  >  >>