تظنني جازيتها يا ابن عمر؟ قال: لا ولو زفرة واحدة. وعنه عليه الصلاة والسلام «إياكم وعقوق الوالدين، فإنّ الجنة توجد ريحها من مسيرة ألف عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جارّ إزاره خيلاء، إنّ الكبرياء لله رب العالمين».
وقال الفقهاء: لا يذهب بأبيه إلى البيعة، وإذا بعث إليه منها ليحمله فعل، ولا يناوله الخمر. ويأخذ الإناء منه إذا شربها. وعن أبي يوسف: إذا أمره أن يوقد تحت قدره وفيها لحم الخنزير أوقد. وعن حذيفة أنه استأذن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه وهو في صف المشركين، فقال: دعه يليه غيرك. وسئل الفصيل بن عياض عن برّ الوالدين فقال: أن لا تقوم إلى خدمتهما عن كسل. وسئل بعضهم فقال: أن لا ترفع صوتك عليهما، ولا تنظر شررًا إليهما، ولا يريا منك مخالفة في ظاهر ولا باطن، وأن تترحم عليهما ما عاشا، وتدعو لهما إذا ماتا، وتقوم بخدمة أودّائهما من بعدهما. فعن النبيّ صلى الله عليه وسلم:
قوله:(ولو طلقة). النهاية: وفي حديث ابن عمر، أن رجلاً حج بأمه فحملها على عاتقه فسأله: هل قضى حقها؟ قال:"لا، ولا طلقة واحدة". الطلقة: وجع الولادة. والطلقة: المرة الواحدة.
قوله:(لاتذعر)، الذعر: الفزع.
قوله:(ولو زفرة واحدة). الأساس: على ظهره زفرٌ من الأزفار: حملٌ ثقيلٌ، يزفر منه وقد زفره يزفره: حمله.