وقيل: معناه: ولا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها، وابتغ بين ذلك سبيلا بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، وقيل:(بِصَلاتِكَ): بدعائك. وذهب قوم إلى أنّ الآية منسوخة بقوله:(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)[الأعراف: ٥٥]. وابتغاء السبيل: مثل لانتحاء الوجه الوسط في القراءة.
قوله:(مثلٌ لانتحاء الوجه)، يعني: شبه من ينبغي أن يتوسط في القراءة بمن يتوخى بين السبيلين قصداً سوياً.
قوله:(أو لم يُوال أحداً)، جعل "ولياً" على الأول بمعنى الناصر، وعلق "مِن" به على تضمين معنى المنع، المعنى: ليس له ذُل ولا مانعٌ من الذل يمنعه لاعتزازه بنفسه؛ لأنه عزيزٌ بذاته، مانعٌ غيره منه، وعلى الثاني: إجراؤه على ظاهره، وجعلُ "مِن" ابتدائية، ومن ثم قال:"ولم يُوال أحداً" من أجل مذلة، وعلى التقديرين، التركيب من باب قوله:
على لاحبٍ لا يهتدى بمناره
قوله:(لأن من هذا وصفه هو الذي يقدر على إيلاء كل نعمة)، وذلك أن من اتخذ ولداً يحتاجُ إلى الإمساك لأجله، ومن ثم قال صلوات الله عليه:"الولدُ مجبنةٌ مبخلة"، ومَن