أو على الفعل والفاعل، لأنّ اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل، كقولك: أقائم الزيدان، والمعنى: أنّ ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا. وهي قراءة محكمة جيدة. النزل: ما يقام للنزيل؛ وهو الضيف، ونحوه (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)[آل عمران: ٢١].
قوله:(أو على الفعل والفاعل)، يعني: تحتمل قراءة علي رضي الله عنه أن تُحمل على الابتداء والخبر، بأن يقال: إن حسبُ: مبتدأٌ مضافٌ إلى الذين كفروا، و (أَنْ يَتَّخِذُوا): الخبرُ، وكذا أيضاً عن أبي البقاء، أو على الفعل والفاعل، بأن يُقال: إن "حسبُ" بمعنى "المحسب"، واسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة يعمل، والفاعل (أَنْ يَتَّخِذُوا).
قوله:(أقائمٌ الزيدان؟ )، إنما مثل به دون:"أقائم زيدٌ"، لأنه أراد أن يُمثل بما يتعين فيه عمل اسم الفاعل في الظاهر.
قوله:(وهي قراءة محكمة جيدة)، قال ابن جني: القراءة ساكنة السين غاية في الذم لهم وذلك؛ لأنه جعله غاية مرادهم ومجموع مطلبهم.
قوله:(كقوله: (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)[الغاشية: ٣])، أي: عملت ونصبت في أعمال لا تثجدي عليها في الآخرة.