عليها إذا بهتوها وهي عارفة ببراءة الساحة وبضدّ ما قرفت به، من اختصاص الله إياها بغاية الإجلال والإكرام؛ لأنه مقام دحض قلما تثبت عليه الأقدام: أن تعرف اغتباطك بأمر عظيم وفضل باهر تستحق به المدح وتستوجب التعظيم، ثم تراه عند الناس لجهلهم به عيبا يعاب به ويعنف بسببه، أو لخوفها على الناس أن يعصوا الله بسببها. وقرأ ابن وثاب والأعمش وحمزة وحفص:(نَسْياً) بالفتح. قال الفراء: هما لغتان كالوتر والوتر، والجسر والجسر. ويجوز أن يكون مسمى بالمصدر. ك (الحمل). وقرأ محمد بن كعب القرظي:«نسأ» بالهمز؛ وهو الحليب المخلوط بالماء، ينسؤه أهله؛ لقلته ونزارته. وقرأ الأعمش:(مَنْسِيًّا) بالكسر على الإتباع، كالمغيرة والمنخر.
الجار والمجرور، أي: بناء على حكم العادة البشرية لا كراهة لحكم الله، يدل عليه عطف قوله:"أو لشدة التكليف" باللام، وقوله:"أو لخوفها على الناس" على "ما لحقها"، الخوف فعلها، ولأن "لما لحقها": خبرُ "ذلك"، ولا يسوغُ "ذلك كراهة لحكم الله"، بالنصب.
قوله:(أن تعرف) في موضع النصب على أنه مفعولٌ مطلقٌ لقوله: "عارفةٌ"، أي: هي ببراءة الساحة معرفتك اغتباطك بأمر عظيم. وعن بعضهم أنه في موضع الرفع خبراً لمبتدأ محذوف، يعني: هو، أي: المقام الدحضُ أن تعرفَ أنتَ، إلى آخره. وقيل:"أن تعرف" بدلٌ من اسم "إن".
قوله:(وقرأ ابن وثاب والأعمش وحمزة: (نَسْياً) بالفتح)، وحفصٌ أيضاً.