يفلحون». جعل فاتحة السورة (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) وأورد في خاتمتها (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة المؤمنون بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت.
وروى: أنّ أوّل سورة (قد أفلح) وآخرها من كنوز العرش، من عمل بثلاث آيات من أوّلها، واتعظ بأربع آيات من آخرها: فقد نجا وأفلح وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى يسمع عنده دوىّ كدوىّ النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفع يده وقال: «اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا،
وآخرها، كما قال: وافتتح بـ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، وأورد في خاتمتها:(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ). وكل هذه الرموز يعضده النظم الذي أشرنا إليه في أثناء السورة، ألا ترى كيف أمر حبيبه صلوات الله وسلامه عليه بعد أن سلاه عن إسلام من لا ينجع دعاؤه فيه، بأن يطلب الغفران والرحمة في دعائه لنفسه ولمتبعيه، ورمز فيه إلى متاركة مخالفيه بقوله تعالى:(وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)؟
قوله:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي)، الحديث، رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، والترمذي في "سننه"، عن عمر رضي الله عنه.
قوله:(وآثرنا ولا تؤثر علينا)، النهاية: آثر يؤثر إيثاراً: إذا أعطى، يقال: يستأثر عليكم،