سورة الأنعام والقصص في قراءة الزيات وعلي، فقرآ "من يكون" بالياء، والتحتاني، وغيرهما لم يعتد بالفصل فأنثوا لتأنيث "الجنة"، وكأنهم أرادوا التوفيق والطاعة والمطابقة.
قوله:(ومحله الرفع)، أي: محل {أُنْزِلَ}، لأنه لو وقع موقعه المضارع لكان مرفوعاً، لأنك إنك تقول ابتداءً: لولا يقول، بالرفع، وقد عطف عليه {يُلْقَى} و {تَكُونُ} والحال أنهما مرفوعان، والعطف يمنع أن يكونا منصوبين، لكونهما في حكم المعطوف عليه، وهو مرفوعٌ لا غير. قال أبو البقاء:{أَوْ يُلْقَى}{أَوْ تَكُونُ}: معطوفٌ على {أُنْزِلَ}، لأن {أُنْزِلَ} بمعنى: ينزل، أو:{يُلْقَى} بمعنى: ألقي.
وقال صاحب "الكشف": {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ} كلاهما بالرفع لا غير، داخلٌ في التخصيص وليس بجوابٍ له.
وقلت: الوجه في قراءة "فيكون" بالرفع أن يجعل من تتمة {أُنْزِلَ} مرتباً عليه غير مستقل استقلال "ألقي" و"ويكون"، ليكون مطابقاً لقراءة النصب، وعليه المعنى، ألا ترى كيف قدر:"ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكاً إلى اقتراح أن يكون إنساناً معه ملكٌ حتى يتساندا في الإنذار" إلى آخره؟