للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من مسألتهما وقع في نفسه أن الذي قالا له كائنٌ من أمر الحبشة، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق فسكنوا الحيرة، فمن بقية ربيعة بن نضرٍ كان النعمان بن المنذر.

وأما سطيحٌ فهو ابن ربيعة بن عدي بن مسعود بن مازن، وحديثه على ما رواه ابن الجوزي في كتاب "الوفا"، قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفةً، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى الموبذان إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها، فأصبح كسرى فزعاً مما رأى، فتصبر تشجعاً، ثم رأى أن لا يكتم ذلك عن وزرائه ومرازبته، فلبس تاجه وقعد على سريره، وجمعهم إليه، فقال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا: لا، فبيناهم كذل ك إذ ورد خبر خمود النار، فازداد غماً إلى غمه، فقال: الموبذان: وأنا، أصلح الله تعالى الملك، قد رأيت في هذه الليلة، وقص عليه الرؤيا، فقال: ماذا يكون هذا يا موبذان؟ قال: حادثٌ يكون من عند العرب، فكتب كسرى إلى النعمان: أما بعد، فوجه إلى رجلاً عالماً بما أريد أن أسأله، فوجه إليه عبد المسيح الغساني، فلما قدم عليه قال: هل عندك علمٌ بما أريد أن أسالك عنه؟ فقال: ليخبرني الملك، فإن كان عندي منه علمٌ أخبرته، وإلا أخبرته بمن يعلمه، فأخبره بما رأى، فقال: علم ذلك عند خالٍ لي يسكن مشارف الشام يقال له: سطيح، قال: فأته فاسأله عما سألتك عنه وائتني بجوابه، فركب عبد المسيح راحلته حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت، فسلم عليه وحياه فلم يحر جواباً، فأنشد أبياتاً، فلما سمع سطيحٌ شعره رفع رأسه، وقال: عبد المسيح على جملٍ مشيح، جاء إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح بعثك ملك ساسان، لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، وذكرها بعينها ثم قال: يا عبد المسيح، إذا كثرت التلاوة، وبعث صاحب الهراوة، وفاض وادي سماوة، وغاصت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليست الشام لسطيح شاماً، يملك منهم ملوكٌ وملكات، على عدد الشرفات، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قضى سطيحٌ مكانه، فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>