ومسيلمة، وطليحة (يُلْقُونَ السَّمْعَ): هم الشياطين، كانوا قبل أن يحجبوا بالرجم يسمعون إلى الملإ الأعلى فيختطفون بعض ما يتكلمون به مما اطلعوا عليه من الغيوب، ثم يوحون به إلى أوليائهم من أولئك (وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ) فيما يوحون به إليهم، لأنهم يسمعونهم ما لم يسمعوا. وقيل: يلقون إلى أوليائهم السمع أي: المسموع من
إلى أن يملك منا أربعة عشر قد كانت أمورٌ. فملك منهم عشرةٌ أربع سنين، وملك باقون إلى خلافه عثمان رضي الله تعالى عنه.
وأما طليحة فقد روى محيي السنة: هو طليحة بن خويلد بن الوليد، وكان طليحة آخر من ارتد وادعى النبوة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأول من قتل بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الردة، فبعث أبو بكر خالد بن الوليد إليه فهزمهم بعد قتال شديد، وأفلت طليحة، فمر على وجهه هارباً نحو الشام. ثم إنه أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه.
وأما مسيلمة فقد روى أيضاً محيي السنة أنه قال: اسمه ثمامة بن قيس، وكان قد تنبأ في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر سنة عشر، وزعم أنه اشترك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في النبوة، وكتب: من مسيلمة رسول الله إلى محمدٍ رسول الله، أما بعد: إن الأرض نصفها لي، ونصفها لك، فأجاب صلوات الله وسلامه عليه:"من محمدٍ رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين". فبعث أبو بكرٍ رضي الله عنه بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى مسيلمة في جيشٍ كثير حتى أهلكه الله تعالى على يد وحشي، وكان وحشيٌ يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية، وشر الناس في الإسلام، والله تعالى أعلم.