للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملائكة. وقيل: الأفاكون يلقون السمع إلى الشياطين فيتلقون وحيهم إليهم. أو يلقون المسموع من الشياطين إلى الناس، وأكثر الأفاكين كاذبون يفترون على الشياطين ما لم يوحوا إليهم، وترى أكثر ما يحكمون به باطلا وزورا. وفي الحديث: "الكلمة يخطفها الجنىّ فيقرّها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة". والقرّ: الصبّ. فإن قلت: كيف دخل حرف الجرّ على "مَن" المتضمنة لمعنى الاستفهام، والاستفهام له صدر الكلام؟ ألا ترى إلى قولك: أعلى زيد مررت؟ ولا تقول: على أزيد مررت؟ قلت: ليس معنى التضمن أن الاسم دل على معنيين معا: معنى الاسم، ومعنى الحرف، وإنما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (الكلمة يحفظها- ويروى: يخطفها- الجني)، الحديث من رواية البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: سأل ناسٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان، فقال لهم: "ليسوا بشيء". قالوا: يا رسول الله، ف إنهم يحدثون أحياناً بالشيء يكون حقاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة.

النهاية: الخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة، ومنه حديث الجن: يخطفون السمع، أي: يسترقونه ويستلبونه. والقر: ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، تقول: قررته فيه أقره قراً، وقر الدجاجة: صوتها إذا قطعته. وفي حديث: "فيأتي بها إلى الكاهن فيقرها في أذنه كما تقر القارورة، إذا أفرغ فيها". وهذا المعنى هو الذي عناه المصنف بقوله: "والقر: الصب".

<<  <  ج: ص:  >  >>