قال الزجاج: أي: سيريكم الله آياته في جميع ما خلق، وفي أنفسكم.
والحمد على هذا التفسير على نعمة المعرفة التي دونها كل النعم. وقوله:{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وعد بإيصال الثواب إلى من شكر تلك النعمة.
وعلى الأول:{سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} كان وعيدًا وتهديدًا، وقوله:{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، تذييلٌ للوعيد، وتأكيدٌ له.
قوله:(على عالم الذات)، الانتصاف: سبق له جحد صفة العلم، وإيهام أن سلبها داخلٌ في تنزيه الله تعالى، لأنه يجعل استحالة الغفلة عليه معللةً بأن علمه بالذات لا بالعلم.
والحق أن استحالة الغفلة عليه تعالى، لأن علمه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض، ولا في السماء، بل هو عالمٌ بعلمٍ قديمٍ، عام التعلق في الكائنات والممكنات والممتنعات، ولا يتوقف تنزيهه سبحانه وتعالى على تعطيل صفات كماله وجلاله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
قوله:(وراء جزاء العاملين)، هذا مثل، يعني: أنه تعالى لابد أن يجازي عامل الخير والشر، كما أن سائق الشيء لابد أن يوصله إلى ما يريد منه.