الْمُؤْمِنِينَ)، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما من امرئ مسلم يردّ عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا قوله تعالى: (كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
قلتُ: لا بُدَّ من القولِ به؛ لأنَّ موقعَ قولِه:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} موقعُ التوكيدِ والتَّذييلِ والتعليل من قوله: {فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}؛ لأنَّ المعنى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ} فكذَّبوهم واستهزؤوا بهم وقَصَدوا الفَتْكَ بهم، {فَانتَقَمْنَا} منهم ونَصَرْنا المؤمنين، وقد جَرت سُنَّةُ الله بالانتقام والنَّصر.
قوله:(ما من امرئ مسلم) الحديث بتمامه مذكورٌ في ((شرح السُّنة)) عن أبي الدَّرداء.
قوله:(وشِقّها) أي: ناحيتها. الأساس: قعد في شِقٍّ من الدّار؛ أي: ناحيةٍ منها.
قوله:(وتمادي إبلاسُهم)، الأساس: ناقةٌ مِبْلاس: لا تَرْغو من شِدّة الضَّبَعَة، وقد أبلَسَتْ، ومنه أبلَسَ فلانٌ: إذا سَكت من يأس، {وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}.