للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى ذكر أنه كان يحدث نفسه- في مدة غيبتي عن الحجاز مع تزاحم ما هو فيه من المشاده- بقطع الفيافي وطي المهامه، والوفادة علينا بخوارزم، ليتوصل إلى إصابة هذا الغرض، فقلت: قد ضاقت على المستعفي الحيل،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اللباب". ويروى "أعطش" مرفوعاً خبر لمبتدأ محذوف. وكان أبو الحسن مشهوراً بابن وهاس السليماني، وهو فقيه مكة، مدحه المصنف بقوله:

ولولا ابن وهاس وسابغ فضله … رعيت هشيماً واستقيت مصردا

قوله: (من المشاده)، وهي الشواغل، الأساس: وهو مشدوه، وهو في مشاده: في مشاغل. وقيل: قياس واحده مشدة، وهو غير مستعمل.

والفيفاء: الصحراء الملساء، والجمع الفيافي، والمهامه: جمع مهمه، وهو المفاوز البعيدة.

قوله: (والوفادة)، من الوفد، المغرب: الوفد: القوم يفدون على الملك يأتون في أمر فتح أو تهنئة، الأساس: ومن المجاز: الحاج وفد الله.

قوله: (علينا)، اعلم أن في اختلاف الضمائر على سبيل الالتفات عدة نكات: عدل أولاً من التكلم عن نفسه وحده إلى الجماعة؛ لمناسبتها لفظ الوفادة، تعظيماً لنفسه، ثم رجع إلى الواحد في قوله: "على المستعفي"، ووضع المظهر موضع المضمر للإشعار بالقصور والعجز، ثم طوى ذكر نفسه في "ففرغ" هضماً وانكساراً وتنبيهاً على أن الفراغ كان بتسديد الله وتوفيقه، لا من نفسه. وكذا في قوله: "يقدر" ليعم المقدرين؛ تفخيماً لهذا الأمر، ثم رجع عوده إلى بدئه في قوله: "أفيضت علي" ليخص نفسه بإفاضة البركات عليها. وفي قوله: "آيات هذا البيت"، و"بركات" اقتباس من قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) [آل عمران: ٩٦ - ٩٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>