قوله:(وعيت)، هو من العي، يقال: عييت بأمري، إذا لم تهتد لوجهه، أي: كثرة الأعذار أعيتني. قال في "المقدمة": يقال: عي في الأمر وعي به بمعنى، أي: عجز عنه. فقوله:"وعيت به العلل" الباء للتعدية. أي: أعيته العلل.
ويجوز أن يكون التركيب من القلب المقبول لتضمنه معنى لطيفاً. والأصل أنه عيي بالعلل، لكن لما طالت العلل صارت كأنها متضجرة منه لكثرة تكررها عليه فأسند العي إليها مبالغة.
قوله:(أخذت مني السن)، أي: نقصت الشيخوخة من قواي، كقوله تعالى:(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ)[يس: ٦٨] وحقيقته: أن العمر استوفى مني حقه. فنبه الشيخ به على الخطأ الذي عليه الناس؛ فإنهم يزعمون أن الإمداد في العمر زيادة، فقال: هو في الحقيقة نقصان.
قوله:(وتقعقع)، التقعقع: صوت يبس القربة، أي: جف جلده. "ناهزت": أشرفت.
قوله:(دقاقة الرقاب)، مثل يضرب في الهلاك. والعشر المشار إليه ما بين الستين إلى السبعين، روى الصغاني في "كشف الحجاب عن أحاديث الشهاب" في قسم الحسان عن أبي هريرة: "معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين"، وعنه:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين".