لأنه موغل في التنكير، وتقديره: مفروضًا إعجابك بهنّ. وقيل: هي أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة جعفر بن أبى طالب، والمراد أنها ممن أعجبه حسنهنّ. واستثنى ممن حرم عليه الإماء. (رَقِيباً): حافظًا مهيمنًا، وهو تحذير عن مجاوزة حدوده وتخطى حلاله إلى حرامه.
قولُه:(لأنه مُوغِلٌ في التنكير)، وقُلتُ: جائزٌ أن يكونَ صفةً لـ {أَزْوَاجٍ}، والواوُ لتأكيد لصوقِ الصفةِ بالموصوفِ كما تَقرَّر، فالمعنى: ولا أن تبدَّلَ بهنَّ من أزواجٍ مفروضًا إعجابُك بهنَّ لا تفارقُ الإعجابَ عنهن لحُسْنِهُنَّ. وعند صاحبِ ((المِفتاح)): يجوزُ أن يكونَ حالاً من {أَزْوَاجٍ}، ومُصحِّحها موصوفِيّةُ {أَزْوَاجٍ}، لأنه على تقديرِ: أزواجٍ من الأزواج، ودخولُ الواوِ لعدَمِ الإلباس بالصفة بناءً على أنه لا يجوزُ توسيطُ الواوِ بين الصفةِ والموصوف. المعنى: ولا أن تبدَّلَ بهنَّ مِن أزواجٍ وإن كُنَّ بالغاتٍ في الحسنِ غايَته، وهذا أبلغ.
قولُه:(واستُثنيَ ممّن حُرِّم عليه الإماءُ)، وهُنَّ اللاتي أشيرَ إليهنَّ في {مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} وكُرِّرَ توكيدًا لطول الكلام. وقال أبو البقاء:{مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} في موضعِ رَفْعٍ بَدلاً من {النِّسَاءُ} أو موضعِ نَصْبٍ على الاستثناءِ، وهو من الجنْسِ، فيكونُ متَّصلاً، ويجوزُ أن يكونَ من غيرِ الجنسِ، فيكونَ مُنقطعًا.